ودشندي مشرف منتدي الارض الواعدة
| موضوع: رحيل علامة --- حسين محمد جميل الجمعة سبتمبر 11, 2009 9:16 pm | |
| رحيل علامة --- حسين محمد جميل
فقدت شندي وضواحيها بالأمس, علماً من أعلامها الكبار, ورائداً كبيراً من رواد الحركة العلمية, أحد أعلام الدعوة إلى الله وأحد أئمة الفكر الأفذاذ , سار على هدي كبار علماء عصره , فقدت أستاذ الجيل الشيخ الأمين الفكي يوسف بعد عقود من الزمن قضاها في العمل والعطاء العلمي المؤثر، فارتجفت القلوب، ودمعت العيون، وحزنت النفوس، وهبت الأقلام تؤبن الفقيد وتعزي فيه, بكلمات حزينة مؤثرة, تعبر بصدق عن قيمة الفقيد ومكانته العلمية المميزة, في تاريخ شندي والسودان, ولاعجب في ذلك,فالشيخ الأمين - غفر الله له - يعتبر أباً روحياً للجيل الحاضر، كما يعتبر مرجعاً في التاريخ والجغرافيا وأنساب القبائل العربية في نهر النيل,وقبل ذلك كله محارب قوي, ومدافع متمكن, عن اللغة العربية الأصيلة, وله دور كبير وفاعل مؤثر في مسيرة التعليم في حاضرة الجعليين على وجه الخصوص. فرحمه الله رحمة واسعة وغفر له، وأسكنه فسيح جناته، والهم أهله وذويه وتلاميذه ومحبيه الصبر والسلوان, إنا لله وإنا إليه راجعون . وأعتقد جازماً أن الحدث كان أليماً ولكنه كان منتظراً وكان محزناً ولكنه كان حقاً, فتلك سنة الله في خلقه ولن تجد لسنة الله تبديلا, وتلك الأيام نداولها بين الناس, جيلاً بعد جيل,ولكن الفارق الحقيقي هو في من يرحل ويموت؟! وفي من يرحل بجسده وروحه فقط ولايموت, ويبقى حياً بآثاره وموروثاته، وأمجاده بعد الرحيل؟! والتاريخ يعلمنا بأن العظماء لا يموتون, وإنما يرحلون فقط,وتبقى آثارهم العلمية والأدبية وإنجازاتهم الحضارية حية عبر طول السنين, تتناقلها الأجيال جيلاً بعد جيل, فرموز التاريخ الإسلامي والحضارة العربية, ما زالوا أحياء بيننا بعطاءاتهم وآثارهم نفقد منهم غير الاجساد وفقيدنا الغالي الشيخ عليه رحمة الله ومغفرته هو من تلك الشخصيات البارزة والمؤثرة ومن تلك القيادات التي ساهمت مساهمة كبيرة في الحركة العلمية، والأدبية والثقافية، ولن تنطوي صفحات أمجاده وتندثر آثاره برحيل جسده وانتقال روحه الى بارئها عز وجل. فنحن من المؤمنين حقاً بقضاء الله وقدره ومن المؤمنين صدقاً بأن الموت حق, وأنه آت لاريب فيه, ولهذا يجب علينا في مثل تلك الظروف الصعبة والآلام القاسية, أن نكفكف الدموع ونلملم الأحزان ونتجه الى الله سبحانه وتعالى بأن يغفر له, وأن يجزل له العطاء ويجعله برحمته وفضله مع النبيين والصديقين والشهداء في جنات النعيم, جزاء ماقدم لأمته ووطنه من خدمات علمية وانسانية . والدور الذي يجب أن نقوم به والأفكار التي يجب أن نطرحها حتى اليوم هي ماذا سنعمل من أجل هذا التراث الذي خلفه لنا، وحملنا مسؤوليته؟! وكيف نتجاوز خيمة الحزن في واقعة الرحيل, ومجاملات التأبين في مقالات العزاء والرثاء، إلى ساحة العمل, وبلورة تلك المشاعر والأحاسيس الجماعية على المستوى الرسمي والشعبي من برقيات وزيارات لعزاء وقصائد ومقالات الرثاء إلى برنامج عمل بناء مثمر يخدم أهداف الفقيد ويتواصل مع عطاءاته الفكرية؟ | |
|