لسانك حصانك

زائر

"المرء بأصغريه.. قلبه ولسانه" حكمة مأثورة ومعروفة, يتداولها الناس قديما وحديثا, فإذا كان القلب مستودعا للعواطف والمشاعر والأحاسيس.. فهو يحب ويكره, ويجود ويبخل, ويفرح ويحزن, ويسعد ويشقى ويثور ويهدأ .. إذن فإن اللسان جعل على القلب دليلا, يترجم العواطف والمشاعر وينقلها إلى مسامع الآخرين لتجد صداها سلبا أو إيجابا ويترتب على ذلك ردود أفعالهم قبولا أو رفضا.. لسان الفتى نصف ونصف فؤاده فلم يبق إلا صورة اللحم والدم إذن فاللسان له دور رئيسي يؤثر في النفوس تأثيرا متفاوتا بين القائل والمتلقي, وبين المتكلم والسامع.. وبحسب الحالة النفسية للاثنين.
ومن الأقوال المعروفة "لسانك حصانك, إن صنته صانك" وهذا يعكس ما للسان - هذه القطعة اللحمية الصغيرة – من دور بالغ يفوق بقية الأعضاء.
وتفاوتت معاني اللسان.. فيقال فلان لسانه يقطر عسلا إشارة إلى جمال أسلوبه وحسن اختياره لألفاظه, ووقع كلامه على النفوس.. وفلان ملسون:حلو اللسان يقول ولا يفعل .. ولسان القوم : المتكلم عنهم.. ولسان الحال : ما دل على حالة الشيء وكيفيته من الظواهر ولاسنه: ناطقه وقاوله.. أما ذو اللسانين فهو المنافق وقديما قال الشاعر :
يعطيك من طرف اللسان حلاوة ويروغ منك كما يروغ الثعلب
واللسان : اللغة, قال تعالى (فإنما يسرناه بلسانك) وقال تعالى (واجعل لي لسان صدق في الآخرين).. أي ثناء حسنا باقيا.. ويقال مدحا: فلان عف اللسان أي يترفع عن الفحش ويقال ذما :فلان ذرب اللسان أو سليط اللسان أي يقطر فحشا ولا يسلم منه أحد..
ولسانك إما ينجيك أو يرديك, وهنا يأتي دور فصاحة اللسان وبلاغة الحجة وصدق القول ونصاعة البيان.. واختيار الألفاظ الجميلة والبعد عن كل مشين منها.. وقديما قيل: رب كلمة تقول لصاحبها دعني" إذا خرجت الكلمة انطلقت كالرصاصة لتصيب هدفها أو تخطئه, وهي إن لم تقتل تجرح. والحكيم العاقل من يتخير ألفاظه بروية وتدبر مستشعرا ما يترتب عليها ليضع كل كلمة في سياقها المناسب. جراحات السّنان لها التئام وجراحات اللسان ليس لها التئام
والحليم: من لا يستبد به الغضب فيخرجه عن طوره فيتفوه لسانه بألفاظ نابية لا ضابط ولا كابح لها.. فأحلم الناس من يملك نفسه عند الغضب فلا يثور ولا يهيج.. ولا يندفع في موجة شتم أو سب تلافيا لما يترتب على ذلك من سلبيات.. فإذا انقشعت سحابة الغضب اطمأنت نفسه وهدأ روعه, وحمد الله على السلامة.
لسانك.. لسانك.. املكه جيدا, وتحكم فيه ولا تدع له فرصة ليملكك أو يتحكم فيك.. فأنت في أمن وسلام ما تحكمت فيه ولجمته وضبطت اندفاعه.. فأما إذا ما فقدت السيطرة عليه خذلك وأوردك المهالك فتعضّ أصابع الندم.. ولكن بعد فوات الأوان..!
احفظ لسانك أيها الإنسان
لا يلدغنك إنه ثعبان
كم في المقابر من قتيل لسانه
كانت تهاب لقاءه الأقران
وخلاصة القول: إن اللسان مرآة صاحبه, من خلاله يراه الناس فيحمدونه أو يذمونه, يحبونه أو يبغضونه, واللسان يقّرّّب ويبعد, ويفرّق ويجمع.. " ربّ اشرح لي صدري ويسّر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي". *كاتب فلسطيني

شنداوي ذهبي

ياريت الناس تحفظو

عضو مميز

والله لسان الانسان يرفعه في السماء او يضعه اسفل سافلين