???? زائر
| موضوع: البعثة النبويّة الخميس يوليو 16, 2009 11:00 pm | |
| البعثة النبويّة
عاد النبيّ محمّد (ص) إلى داره حاملاً مشعل الخير والهدى والخلاص للعالمين، واضطجع في فراشه ليأخذ قسطاً من الراحة، وفي تلك اللحظات كان النداء الثاني من الوحي الالهي : (يَا أَيُّهَا المُدَّثِّرْ *قُمْ فَأَنذِرْ * وَربَّكَ فَكَبِّرْ * وَثِيابكَ فَطَهِّرْ * وَالرِّجزَ فَاهْجُرْ ).(المدثّر/1 -5) إنّه نداء الانطلاق بالرسالة ، والتبشير بالدِّين الجديد ، وحمل الدعوة الالهيّة إلى الناس ، فما كان من رسول الله (ص) إلا أن صَدَعَ بالأمر ، فبادر إلى إعلام عليّ بن أبي طالب (ع)(6) الّذي لم تدنِّسه الجاهلية بدَنَس، ولم يسجد لصنم قط ، فقد كان يعيش في كنف الرسول (ص) وفي بيته ، فلبّى دعوة الله ، وعانقت روحها روحه . وعرض الرسول (ص) دعوته على زوجه خديجة ، فلبّت نداءه وآمنت برسالته ، وبذلك تشكّلت نواة المجتمع المؤمن المتيقّن في الأرض ، من محمّد وعليّ وخديجة . وراح (ص) يدعو سرّاً مَن يتوسّم فيه الاستجابة ، فازداد عدد المؤمنين بهذه الرسالة ، ولكي يتحقّق إعداد الطليعة كان الرسول يعلِّمهم القرآن وأحكام الرسالة ، كما كانوا يقيمون الصّلاة في الشعاب بعيداً عن أعين الرقباء . ولمّا كثر عدد المؤمنين به ، وخشوا أن ينكشف أمرهم ، اتّخذوا من دار الأرقم المخزومي مقرّاً للتعليم والاعداد والعبادة . مضت على هذا اللون من الدعوة إلى الاسلام ثلاث سنوات ، فبدأت قريش تتحسّس حركة الدين الجديد ، وفي تلك الأثناء أمرَ الله تعالى رسوله الكريم أن ينذر الأقربين من عشيرته ، وكان عدد المؤمنين قد بلغ الأربعين رجلاً : (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتكَ الاَقْرَبِينَ * وَاخْفِضْ جَناحَكَ لِمَن اتَّبعكَ مِنَ المُؤمنينَ * فَإنْ عَصَوكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلون ) . (الشعراء / 214 - 216) دعا الرسول (ص) عشيرته إلى طعام ، وما أن تأهّب للحديث حتّى قاطعه عمّه أبو لهب ، وحذّره من الاستمرار في الدعوة ، فانفضّ المجلس من غير أن يباشر الرسول (ص) دعوته لقومه. ومضت أيّام ، فدعا رسول الله (ص) عشيرته مجدّداً ، وبعد أن فرغوا من الطعام ، بادرهم بقوله : «يا بني عبدالمطلّب ! إنّ الله بعثني إلى الخلق كافّة ، وبعثني إليكم خاصّة ، فقال: (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتكَ الاَقْرَبِينَ ) ، وأنا أدعوكم إلى كلمتين خفيفتين على اللِّسان ، ثقيلتين في الميزان : شهادة أن لا إله إلا الله وأنّي رسول الله ، فمن يجبني إلى هذا الأمر، ويؤازرني عليه وعلى القيام به، يكن أخي ووصيِّي ووزيري ووارثي وخليفتي من بعدي ...» (7) . فيقف عليّ بن أبي طالب (ع) وكان أصغر الحاضرين سنّاً ، ليدوِّي صوته: «أنا يا رسول الله أؤازرك على هذا الامر» . فيأمره الرسـول (ص) بالجلوس ، ويكرّر دعوته ، فلم يجبه غير عليّ (ع) . ويعيد الرسول (ص) دعوته على قومه ، وللمرّة الثالثة يدوِّي صوت عليّ (ع) ملبّياً دعوة الرسول (ص) ، وعند ذاك يلتفت إليه رسول الله قائلاً: (ص) «إجلس، فأنت أخي ووصيِّي ووزيري ووارثي وخليفتي مِن بعدي»(. |
|