وجدت المخدرات التقليدية والمصنعة طريقها إلى الجامعات والمدارس عبر بوابات شتى وسط اعتراف من منظمات المجتمع المدني والطلاب أنفسهم بتفشي الظاهرة وانكار ونفي من الجهات الحكومية التي وصفت المخدرات في الوسط الطلابي للجنسين بأنها بلاغات عادية لاترتقي لمستوى الظاهرة ( السوداني) زارت بعض الجامعات واستطلعت عدداً من الطلاب متعاطي المخدرات وقد أرجع كثير من الطلاب أسباب دخولهم إلى عالم المخدرات إلى الفشل الدراسي والمشاكل الأسرية وأصدقاء السوء واعتبروا تعاطي المخدرات مهرباً من هذه المشاكل. ويبلغ حجم التدوال في المخدرات في السودان «10» مليون دولار حسب وزارة الدخلية .
غياب الإحصاءات
فالكل يعترف بأن المخدرات أصبحت تشكل خطراً ماثلاً للطلاب بالجامعات ومع غياب الاحصاءات الدقيقة لحجم إنتشار المخدرات في الجامعات والمدارس حذرت اللجنة القومية لمكافحة المخدرات من تنامي تعاطي المخدرات وسط شريحة الطلاب وفي ذات الوقت أعلنت الإدارة العامة لمكافحة المخدرات أن خطر المخدرات يهدد طلاب الجامعات والمدارس وأن نسبة متعاطي المخدرات من الطلاب الذين تم القبض عليهم في الجامعات (116) طالباً ضبطت في حوزتهم (61) كيلو جراماً من المخدرات خلال العام الماضي 2005م وتشير إحصاءات خمسة الأشهر الماضية من العام الحالي إلى ارتفاع مضطرد في متعاطي المخدرات وسط الطلاب والنساء.
الشراء بالمشاركة
يقول أحد الطلاب (فضل عدم ذكر اسمه) أنه تعلم تعاطي (البنقو) من بعض زملائه في الجامعة وأنهم يحضرون كمية من الحشيش بالمشاركة المالية كل بما يملك واضاف الطالب ان مجموعته أدمنت المخدرات نتيجة الرسوب الأكاديمي المستمر ولحالات القلق والفراغ الذي يجدونه في الجامعة وقال ان هنالك من يتعاطون( البنقو) حتى يكتسبوا الشجاعة لمناقشة المحاضرين ومجادلتهم ومنهم من يتعاطى حتى يستطيع التحدث مع الطالبات وسرد طالب آخر أنه يحضر للجامعة خصيصاً لتعاطي البنقو مع صديقه .. وفي ذات السياق روى أحد العاملين في الحرس الجامعي بإحدى الجامعات أن طالبة سقطت أمامهم عند مدخل الجامعة نتيجة فقدانها حبة مخدرة كانت تتناولها مع إحدى زميلاتها.
وفيها روى آخر يعمل في الحرس الجامعي أنه سبق وان القى القبض على طلاب وطالبات يتعاطون ( البنقو) والبودرة والحبوب المخدرة وسلمهم لإدراة الجامعة وقال إن إدارة الجامعة تكتفي فقط بالتعهد الكتابي الذي تأخذه عليهم ولا تهددهم بالفصل أو العقاب عبر الشرطة.
وزير الداخلية
وزير الداخلية البروفيسور الزبير بشير طه تحدث عن المخدرات بشكل عام وقال لدى مخاطبته احتفالات البلاد باليوم العالمي لمكافحة المخدرات أمس ان كمية المخدرات المتداولة على مستوى السودان هي (40) طناً حسب الاحصاءات الرسمية للشرطة وقال إن رأس المال المتحرك في تجارة المخدرات يعادل ما بين (8 إلى10) ملايين دولار امريكي.
وأكد الوزير ان الفئات العمرية المستهدفة بالمخدرات هي مابين (20ـ50) عاماً لايستثني من ذلك الأعمار الأخرى، وأعلن الوزير عن توجيه رئاسي صدر من رئيس الجمهورية
المشير عمر البشير بتأهيل مصحة كوبر للأمراض النفسية لتصبح مستشفى (البروفيسور عبد العال الإدريسي) للأمراض النفسية يخصص به قسم كامل لمعالجة الإدمان.
وأكد الوزير ان رئيس الجمهورية سيدعم المستشفى بعشرات المليارات من الدينارات.
وجدد وزير الداخليةالتزام السودان حكومة وشعباً امام المجتمع الدولي والأمم المتحدة بمكافحة المخدرات وأشار إلى ان الالتزام سيترجم في منع المخدرات والوقاية منها والعلاج.
45% من المجتمع شباب
من ناحيتها قالت وزيرة الرعاية الإجتمعية الاستاذة سامية أحمد محمد ان المخدرات تستهدف الشباب وان (45%) من الشعب هم من فئات الشباب وقالت ان إستهداف الطلاب بالمخدرات أمر خطير ودعت وزيرة الرعاية والمرأة والطفل وزراء الداخلية، التربية والتعليم، الصحة إلى عقد إجتماعات راتبة ومنفصلة عن إجتماعات مجلس الوزراء لمناقشة القضايا والمشاكل التي تحيط بالمجتمع ومنها المخدرات.
103 بلاغات ضد الطلاب
وفي ذات السياق حذر مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات اللواء هاشم إبراهيم فضل من ارتفاع أرقام بلاغات المخدرات خلال الفترة الماضية وقال إن بلاغات المخدرات إرتفعت من (1491) إلى (1944) بلاغاً.
وقال إن إدارته تدق ناقوس الخطر في هذا الجانب ، واشار إلى أن بلاغات المخدرات وسط الطلاب سجلت عام 2004م (38) بلاغا تم فيها القبض على (40) طالباً وقال ان النسبة إرتفعت عام 2005م إلى (103) بلاغات ضد (116) طالباً. ودعا منظمات المجتمع المدني ووزارة التعليم العالي ووسائل الإعلام إلى التكاتف لمكافحة المخدرات منوهاً إلى أن هذه الإحصاءات تمثل (10%) من كمية البلاغات الموجودة بالبلاد.
وأكد مدير مكافحة المخدرات أن المنظمات الإرهابية والإجرامية تمول انشطتها من أموال المخدرات وقال ان السودان يعاني من زراعة القنب الهندي في شرقه وغربه وجنوبه ويعد معبراً للمخدرات القادمة من جنوب وغرب افريقيا إلى دول الخليج إلا انه قال إن إدارته متحسبة لكل ذلك ولها من الخطط والبرامج ما هو كفيل بمحاربة المخدرات في هذه الجوانب.
لا إحصاءات دقيقة
الدكتور الجزولي دفع الله رئيس اللجنة القومية لمكافحة المخدرات شكا من غياب الإحصاءات الدقيقة والرسمية للمخدرات ، وقال ان هنالك علاقة بين المخدرات والحروب التي دارت في بعض اقاليم البلاد، مبيناً ان الحروب حجمت من حملات مكافحة المخدرات واتاحت الفرصة لتجار المخدرات لان يصولوا ويجولوا وصاحب ذلك تفكك في الأسر ، وقال إن السلام الذي اقبلت عليه الدولة سيتيح لها محاربة المخدرات وإعادة النظام ، وقال ان كمية المخدرات المضبوطة بواسطة الشرطة تساوي (10%) من المخدرات المنتشرة فعلاً