لهيب الشوق شنداوي ذهبي
| موضوع: هناك فرق الأحد يوليو 26, 2009 9:11 pm | |
| مني ابوزيد
الخوف في مؤسسة الزواج النمطية، عندنا، رفيق دائم برتبة ظل .. ملازم أول لعلاقة المرأة والرجل من (قولة تيت) .. فـ حكايات الحب تبدأ عندنا على طريقة (بخاف يا إنت لو جيتك) ! .. ثم يتحول الشعور بالخوف بعد تأطيرها إلى (طريقة تعبير) عن الحب .. أي خوف من نوع آخر .. فالرجل في باكورة عهد الحب يعبر عن أشواقه إلى امرأته بـ إظهار «الخوف» من فقدانها .. ثم يعبر عن لواعج قلبه بإظهار «خوفه» عليها من الهواء (الطاير) .. بعدها يأتي الزواج الذي لا تخلو أيام عسله من إعلان الرجل خوفه على «عروسه ـ حقه المكتسب بقوة الشرع ـ من الأخطار، كـ الوقوع في الحفر .. وكدا ! .. هذا ما كان من أمره (هو) .. أما (هي) ـ أي المرأة النمطية ـ فتحاول (من جهتها) استغلال نقطة الضعف تلك، قدر الإمكان، فـ تمعن في الدلال، و تتحول (أيام ارتفاع أسهمها) إلى طفلة (زعولة) جداً .. ربما لأن خوف رجلها عليها يشعرها بأنها الطرف الأقوى في العلاقة ! .. ثم – و بعد مرور ما يلزم من الوقت - لا يلبث الزوج الذي اعتاد على رؤية وجه عروس الأمس الخالي من مساحيق التجميل و الغارق في النعاس كل صباح، و الذي بات يرى معظم التفاصيل التي كانت تخلب لبه، مكررة ومملة حد السأم ـ لا يلبث ـ أن يعلن زهده في بطولة مسرحية (الخوف) ! .. ثم .. و .. مع تشعب الأسرة و استقبال قادمين جدد يحظون بالنصيب الوافر من اهتمامها، تصبح الزوجة جزءاً من طوق الورد الأبدي المسمى (أسرة)، ويربكها القفز بين مقعد الزوجة/ الأم، و مخدة الحبيبة .. فـ تتمدد مساحات الخوف من تسلل أخرى إلى مكانها الشاغر على مخدة الأنثى/ الحلم ! .. و ما أن يكبر العيال و تقف الزوجة على تخوم (اليأس) الأكلينيكي، حتى تلتقط حبل الخوف الذي يتحول بقدرة قادر إلى (أنشوطة) ! .. هنا تبدأ الـ (حاجة) في اتباع سياسة (التخويف) باعتبار أن الهجوم هو خير وسيلة للدفاع عن (مملكتها) في مواجهة الهجمات السافرة التي تشنها (بنات الزمن ده) على الرجال الكهول من أمثال زوجها ! .. سياسة الهجوم تلك تترواح (عادة) بين حيلتين نمطيتين : فإما تهديد الزوج بخسارة أولاده الذين تضمن هي ولاءهم المطلق و وقوفهم غير المشروط في صفها إن حاول هو أن (يفرفر) .. و إما محاولة إيهامه بأنه قد أصبح خرقة بالية مع الإكثار من الحديث عن الموت و(أمراض الكُبُر) ! .. وهكذا يعود (الرجل) إلى (مربع) الخوف الأول، بعد سيطرة (المرأة) على زمام الأمور و تسلمها مقاليد الحكم .. متكئة في ذلك على حظوتها الملكية عند سريَّة الأبناء و كتيبة الأحفاد ! .. فيسجل الخوف أعلى مؤشرات ارتفاعه على جدران مؤسسة الزواج النمطية من جديد .. وترجع (كُرة الخوف) إلى مرمى الرجل .. ليس على طريقة ( بخاف عليك) هذه المرة .. إنما على طريقة (الخوف العديل) .. الخوف الواحد !
الرأي العام نشر بتاريخ 26-07-2009
| |
|