لهيب الشوق شنداوي ذهبي
| موضوع: هلال مريخ الإثنين أغسطس 03, 2009 8:51 pm | |
| الكاتب/ أفق بعيد: فيصل محمد صالح | Monday, 03 August 2009 |
من موقع المشاهد العادي أقول أن موقف فريقي القمة، الهلال والمريخ، في منافسة بطولة الأندية الأفريقية غير مطمئن، وقد تكون الصورة بالنسبة للمريخ واضحة، لأنه انهزم بسهولة، لكن انتصار الهلال بهدف قد يعمي بعض العيون عن الأخطاء الواضحة في تشكيلته وأدائه.
لم يستطع الهلال حتى الآن أن يشكل طاقم هجومي معقول رغم الملايين التي صرفها والمجهودات المتعددة التي جاءت بحوالي عشرة لاعبين مروا على هجوم الهلال خلال عامين. وكالعادة هلل الإعلام الرياضي لهؤلاء اللاعبين لمدة، ثم طواهم النسيان دون أن يتركوا أثرا، واضطر الهلال لبيعهم ومقايضتهم، وقيل إهدائهم بالمجان.
ومن الواضح أن هناك خلل كبير في آلية الاختيار والمفاضلة، فبعد قودوين وكلاتشي لم يستطع الهلال استجلاب أي مهاجم له قيمة. لماذا لا يتم إشراك الخبراء وقدماء اللاعبين في عملية الاختيار بدلا من إهدار الملايين، حتى لو كانت من جيب الرئيس، على هذه الصفقات المضروبة..؟
كما كان خط وسط الفريق تائها، لم يستطع أن يمد الهجوم، "التعبان" أصلا ، بأي إمداد هجومي. وكان الأكثر غرابة هو إصرار المدرب على عدم تغيير اللاعبين المجهدين والغائبين عن مجريات اللعب، ومنهم كاريكا.
بالنسبة للمريخ، يفترض نظريا، أنه يمتلك هجوما ضاربا، وارغو وكلاتشي وإيداهور، ثم احتياطي من هيثم طمبل وعبد الحميد السعودي، لكن عدم التنظيم وضعف الأداء جعلت محصلة هذا الهجوم الضارب هدفا واحدا في مقابل عشرات الفرص الضائعة والمهدرة.
وكان دفاع المريخ أيضا مشكلة كبيرة، فشل في التصدي للهجمات وأتاح لهجوم الفريق النيجيري الاختراق والتهديف بسهولة، ولا أعلم إن كانت هناك لائحة عقوبات للاعبين أم لا، لكن يستحق موسى الزومة عقابا رادعا لأنه أفقد الفريق لاعبا بسبب تهوره وضربه للاعب نيجيري دون كرة.
أكثر ما يدهشني هو عدم امتلاك لاعبي الفريقين، الهلال والمريخ، لمهارات أساسية للاعب المحترف. هل من الممكن أن يقبل المدرب بلاعب محترف يلعب بقدم واحدة، ويستدير إذا جاءته الكرة بالقدم الأخرى، وكأن لاعبي الفريق الآخر سينتظرونه؟ وهل يتدرب اللاعبون على التقاط الكرات العالية؟ لقد تابعت المباراتين وكانت المحصلة، دفاعا وهجوما، هو فشل لاعبينا في الاستحواذ على الكرات العالية المشتركة. كما أتمنى أن يكون للمدربين مساعدين يسجلون عدد التمريرات الخاطئة التي تخرج من قدم اللاعبين، إنها أعداد مهولة تكفي لشطب اللاعبين من فرق الروابط، دعك من فريقي القمة.
ثم نأتي للجمهور، وعلينا أن ندق ناقوس الخطر، لقد وصل التعصب مداه الذي يتعارض مع أسس الوطنية الحقة. عقلاء الصحافة الرياضية وكبراؤها عليهم أن يتحركوا الآن، وقبل أن تتدخل جهات أخرى، وكلنا نعرف عاقبة تدخلها "في مستودع الخزف". الصحافة الرياضية، وبالذات المنتمية للناديين، كسرت كل الحواجز والقيم، وساقت جمهور الكرة السودانية لمستنقع آسن.
تظل الرياضة، وبالذات كرة القدم، واحدة من المصادر القليلة للمتعة في حياتنا، وقد تكون منبع البهجة الوحيد، ومن حق الناس أن يتم الحفاظ على هذا المصدر من السقطات ومواقع التلوث. فليدرك العقلاء الأمر قبل أن يستفحل ويصبح فتنة رياضية في بلاد ممتلئة بكل أشكال الفتن الأخرى، وهي "مش ناقصة".
|
| |
|