وأنا أتصفح مواقع الانترنت وقعت عيناى على هذه القصيدة وقد اعجبت بها أيما اِعجاب وحبيت تطالعوها وتقولو رأيكم فيها.
خلوني أقول ليكم قصة هذه الابيات:
كان بلدياتنا يسكن في إحدى الدول الخليجية ، وفي يوم من الأيام جاءت إمرأة الى ( الكاشير ) (المصرف) وأبت نفسها أن يتقدمها هذا الاسود كما ظهر ، فقالت له بلهجتهم( وخر يالأسود ) ، بتشديد الخاء وكسرها ، وترجمتها بالسوداني .
(( زح يا عبد )) فتفاجأ بهذا الاحراج أمام جميع المشترين ، وسط ذهول الجميع قال لها: (( أسود؟؟أسود ؟؟ الاسود ساترك يا مرا !!! ) ويقصد اللبس الاسود اى العبائه .
قال الرجل السوداني واضح البساطة والكدح والأصالة والذي يبلغ ما يقارب الخمسين أن هذا أقصى ما استطاع قوله لحظتها والمرارة في قلبه من منظره أمام الناااس ، وبكل أسف كانت زوجته بعيدة عن الموقف فلم تتكفل بالرد على بيضاء الجلد هذه بما يليق ( او لا يليق ) مر الموقف مع اندهاشها من رده .
عاد الى البيت وبدأ كتابة هذه القصيدة ، والتي أفلح لاحقا في أيصالها لهذه المرأة عبر ( الشغال ) الهندي بتاعهم ، ثم بعث بها الى احدى المجلات العربية :
القصيدة:
قالت لي ياأســـــــــود أ رجعت للــــــــــــــــــــــوراء
حنطـــــــــي لونهاااا وبشــــــــــــرتي سمــــــــــــــراء
مغــــــرورة شكــــلها تحـــــــــب الطاعة والــــــــــولاء
السواد هو الوطـــــــن في القـــارة السمــــــــــــــــراء
ســـــــوادي هــــــــبة خالقـــــي وأحس بالرضــــــاء
لـــــوني شـــــرف لي وللكـــــــعبة كســــــــــــــــــاء
للرجـــــــال مميـــــــز للشــــــــوارب واللحـــــــــــــاء
سوادي في العيـــون زينة وبدونـــــــــه عميــــــــــــاء
لوني شهـــــــــامة ورجولـــــــة ما به ما يســـــــــــاء
سوادي خيــــام باديــــة لعــــــــروبة كرمــــــــــــــاء
تعلمين لوني للمرأة ستر وجمــــــال وغطــــــــــــــاء
ســـــــــوادي على كـــــل راس أمــــــنية النســـــــاء
وإن كان شعرك أبيض تشترين لوني بســـــــــــــخاء
وبعدمــــا تضــــــــعينه تعودين شبابــــــــاً للــــــوراء
تقولين أســـود ؟؟؟
تقولين أســـود ؟؟؟
وكل من يزور الكعبة يقبل لوني بانحناء
السواد هو صـــــــــندوق سر لرحـــــــلات الفضــــــــــاء
السواد هو بترول مبدل صحـــــاريك لواحـــــة خضـــراء
لولا الــــسواد ما سطح نجم ولا ظهر بـــدر في الـــسماء
السواد هو لـــــون بلال المؤذن لـــخــــير الأنبـــيـــــــاء
لولا السواد لا سكون ولا سكينة بل تعب وابتـــــــــــــلاء
تقولين أســـود ؟؟؟
تقولين لي أسود
والسواد فيه التـــهجد والقيـــــام والسجود والرجــــــاء
فيه الركوع والخشوع والتضرع لاستجابة الدعـــــــــاء
فيه ذهــــــاب نبينا من مكــــة للأقصى ليـــــلة الاسراء
لو ضاع السواد منا علينا أن نستغفر ونجهش بالبكاء
عــــزيزتي
تأملي الزرع والضرع وسر حياتنا في سحابة سوداء
اسمـــــــــعيني والله انتي مريضـــــة بداء الكبريــــاء
أنصتي لنصــــــــيحتي يا مرا و لوصــــفة الـــــــدواء
عليك بحبة مباركــــة من لوني مع جرعة من مـــــاء
أنا لست مازحاً وستنعمي والله بالصـــــحة والشفاء
سامحيني يا مغروره لكل حرف جاء وكـــلمة هجاء
وكل ما ذكرت هو حلم في غفوة ليل أسود أو مساء
لا أسود ولا أبيض بيننا في شرعنا سواء
كلنا من خلق الله الواحد نعود لآدم وأمنا حواءمنقول ...