فيما كان مجتمع العاصمة غارقا في فن الدوبيت غزا فن الطمبور المدن الثلاث عام 1900 م فقد قدم شاب من منطقة كبوشيه فأخذ الناس علي حين غره بما سمعوه منه من انغام لم تألفها مسامعهم من ذي قبل وهو ود الفكي – فتي انيقا وسيما ملفت للنظر علي خديه درب الطير والده فقيها يقصده طلاب العلم كان يمدح قبل حضوره الخرطوم.
عندما شعر اساطين الغناء في كبوشيه ان ود الفكي يملك موهبة يرجي منها دبروا له السفر للعاصمة للغناء والعمل الكريم بعيد عن اعين والده الفقيه فحل ضيفا علي شيخ الجعليين بالخرطوم " شيخ اريزونا" فارجعه الي كبوشيه بناءا علي طلب والده . عاد ود الفكي الي العاصمة مرة اخري 1915 م واستقر في حي العرضه بامدرمان واستأجر محلا صغيرا في سوق الخرطوم لبيع الخضروات.
جاء ود الفكي هذه المرة للعاصمة ليجد شعراءها وطنابرتها مفتونين باسلوب غنائه . كثرت الطلبات علي سهراته الغنائية وتباري كبار الشعراء علي تزويده الكلمات مثل يوسف حسب الله " سلطان العاشقين".
كان اكبر تحول احدثه غناء ود الفكي في الساحة الثقافية السودانية.
اقبل كبار الشعراء علي نظم قصائد علي روي القصائد التي اتي بها من منطقته مثل العبادي . حقق ود الفكي شهرة فاقت ما تعارف عليه مجتمع العاصمة انذاك.
ابرز دليل علي تاثير اسلوب ود الفكي الجديد ان مؤسس الاغنية الحديثة في البلاد محمد احمد سرور تتلمذ عليه ، حضره وعاصره وغني معه وبدأ بتقليده حتي اكتشافه الاسلوب السائد حاليا.
بدا نجم ود الفكي يافل في واخرالعشرينيات فاعتزل الغناء وكان يرفض الغناء مقابل اجر.