خرجت من شندى وأنا طبيب إمتياز فى التاسع عشر من اكتوبر 1983 وعدت اليها فى السادس والعشرين من فبراير 2009 لحضور فعاليات المؤتمر السابع والثلاثون لجمعية الجراحين السودانيين وكان موضوع المؤتمر «حوادث الطرق، الوقاية والتدبير» الذى اقيم بكلية الطب جامعة شندى. وجدت أهلها همَّ همَّ، البشاشة .. الترحاب .. الكرم والجود ودق النحاس، لم يتأثروا بالعولمة التى صارت الشماعة التى نعلق عليها مظاهر الإنفلات الإجتماعى.
ترحيب من البروفيسور عبدالغفار مدير الجامعة والدكتور يحى فضل الله نائب المدير وبروفيسور العميرى عميد كلية الطب. ولأن سيد القوم يذكر آخرهم فالترحيب أيضا كان من الوالى البروفيسور أحمد مجذوب وصديقى القديم السيد على عبدالله وزير التربية والسيد جعفر بانقا معتمد شندى والوزير الأستاذ محمد الشيخ مدنى رئيس مجلس جامعة شندى. وأخيراً وليس آخراً طلبة كلية الطب الذين كانوا شموساً وهم يمثلون شمسة (SHAMSA) وهذه الكلمة اختصار لرابطة طلاب كلية طب شندى.
خرجت من شندى وكنت طبيب الإمتياز الوحيد مع ثلاثة إختصاصيين وأربعة أطباء عموميين بمستشفى صغير يعمل كالنحلة، ورجعت اليها وبها مستشفى المك نمر الجامعى وكلية طب ومئات الطلاب ونشاط طلابى اكاديمى وفنى متميز وعشرات الأكاديميين والأطباء. وللحقيقة أقول شهدت شندى طفرة علمية أكاديمية ضخمة. كل من التقيناه يُرجِع الفضل بعد الله تعالى لأستاذى البروفيسور على برى مؤسس وأول مدير لجامعة شندى و معه كوكبة من رجالات شندى الذين آلوا على أنفسهم حمل التكليف فجزاهم الله خير الجزاء.
خرجت من شندى والبنطون ينقل الحالات الحرجة من الغرب للمستشفى مصحوباً بصياح للريس « يا ريس زائدة ... ياريس نزيف .. تشخيصاً للحالة وحثاً للريس للإسراع بالبنطون لنقل الحالة الحرجة، وعدت اليها وكوبرى المتمة كما فى الصورة عند الغروب وقد شارف على الإنتهاء ويتوقع افتتاحه فى أعياد الإنقاذ إن شاء الله.التحية لجمعية الجراحين التى خرجت بنا لربوع شندى لنرى التطور والنماء والتحية لأهل شندى ولإدارة جامعة شندى وهنياً لهم بكوكبة الطلاب الذين شاهدناهم و قد أخجلونا بحرصهم على خدمتنا وراحتنا. أما عن المؤتمر وتوصياته فلنا عودة.
د.سمير شاهين
رئيس قسم جراحة العظام
كلية الطب جامعة
الخرطوم
صحيفة الراي العام السودانية - التاريخ: الأحد 8 مارس 2009م، 12 ربيع الأول 1430هـ 22614