الأيام تذوي يوما يوما ، والعمر ينقضي شيئاً فشيئا ، و الحياة تسير بنا لا تقف لحظة . فهذا الطفل قد نما ، وذاك الشاب قد انحنى ، وذلك الشيخ قد وارى التراب ، فمهلا ... مهلا .... بني الإنسان ..
فان الحياة ليست خالدة ، أنها ظل زائل ، وعارية مسترجعة ، أيامها تفنى ، وزهرتها تيبس ، وسعادتها تذهب ، ويبقى منها عمل الإنسان ، خيره وشره ، ويعود الإنسان ليحاسبه الله على عمله خيرة وشره .
فلا يحسن بك أن تقضي أيامك التي تذهب ولا تعود ، بما يعود عليك بالحسرة والندم ، فاغتنم هذه الساعات ..... ، سخرها في طاعة الرحمن ..... ، فهي كنز ثمين ، ثمنه لا يقدر بمال .
جهل أناس حقيقة الدنيا وغاية وجودهم فيها ، فتاهوا حيارى وضلوا في منحنيات الطريق ، فلم يفيقوا إلا وملائكة الموت تسل أرواحهم ، عند ذلك تذكروا – و الألم يعصف بالنفوس والحسرة والندم تعصر القلوب – تذكروا العمر المنقضي فيما لا يفيد ولا يجدي ، فتأوهوا التأوه الذي لا يغني ، وعلموا أنهم ضيعوا الحياة .
دعنا نفسح للحق في نفوسنا سبيلا ، دعنا نعرف حقيقة الحياة .
إن الحياة التي تخلو من السير على المنهج الإلهي، والحياة التي تنخلع من ظل شريعة الله سبحانه..... إنها لحياة تافهة ، يعيش صاحبها يقاسي في نفسه لوعة ، وفي روحه جوعه ، لأنه يعيش بدون أن يشعر بوجود الحق ، وبدون أن يعرف سبيله .
فاعرف ربك سبحانه تعرف نفسك ، وتعرف سعادتك ، وتهدي لغايتك .
وبدون ذلك حياتك سراب يلمع في وهج الشمس في حر الهاجرة ، يخيل لك انه شيء يغني ويقني ولكنه لاشيء ، انه سراب