الهمزةوهَــوَى الأَحِبَّـةِ منـهُ فـي سـودائِهِ عَــذْلُ العَـواذِلِ حَـولَ قَلبـي التائِـهِ
فَطِنْــتَ وكُــنْتَ أَغبَـى الأََغبِيـاءِ أَســـامَرِّيُّ ضُحْكـــةَ كُــلِّ راءِ
إذْ حَـيثُ كُـنْت مِـنَ الظـلامِ ضِيـاءُ
أمِـنَ ازْدِيـارَكِ فـي الدُّجـى الرُّقَبـاءُ
أَبَيـــتُ قَبولَـــهُ كُــلَّ الإبــاءِ لَقــد نَسَــبُوا الخيـامَ إلـى عَـلاءِ
وتحسـب مـاءَ غَـيري مـن إنـائي ؟ أَتُنكِــر يــا ابــنَ إِسـحقٍ إِخـائي
وأَحَـــقُّ مِنــكَ بِجَفْنِــهِ وبمائِــهِ اَلقَلــبُ أعلَــمُ يــا عـذولُ بِدائِـهِ
ولمَـــنْ يــدَّنِي مِــنَ البُعَــداءِ إنَّمــــا التَهنِئَـــاتُ لِلأَكْفـــاءِ
يــا خَـيْرَ مَـنْ تَحْـتَ ذي السَّـماءِ مـــاذا يَقُـــولُ الــذي يُغَنِّــي
الباء وغَــيرَكَ صارِمًــا ثَلـمَ الضِّـرابُ بِغَــيرِكَ راعيًــا عَبِــثَ الذئــابُ
وهـل تَـرقَى إلـى الفَلـكِ الخُـطوبُ أيــدري مــا أرابَــكَ مَـن يُـريبُ
فلـم أَرَ أَحـلَى مِنـكَ فـي العَينِ والقَلبِ خَرَجـتُ غَـداةَ النَّفْـرِ أَعـتَرِض الدُمَى
بالصَّافِيــــــاتِ الأَكوُبــــــا لأَحِــــــبَّتي أَنْ يَمــــــلأُوا
لأهلــهِ وشَــفى أنّــى ولا كرَبــا دَمْـعٌ جَـرى فقضـى في الرَّبع ما وَجَبا
كِنايــةً بِهِمـا عـن أشـرَفِ النَسَـبِ يـا أخَـتَ خَـيرِ أخ يـا بِنتَ خَيرِ أبِ
وخاضِبَيـــهِ النّجِــيعُ والغَضَــبُ أَحسَــنُ مــا يُخـضَب الحَـديدُ بـهِ
فَـداهُ الـوَرَى أَمضـى السُيُوفِ مَضارِبا
أَلا مــا لِسَـيفِ الدَولـةِ اليَـومَ عاتِبَـا
حُــمرَ الحِـلَى والمَطايـا والجَـلابِيب
مَــنِ الجــاذِرُ فـي زِيِّ الأَعـارِيبِ
وأيَّ رَزايـــاهُ بِوِتْـــرٍ نُطــالبُ
لأَيِّ صُــروفِ الدهــرِ فيـهِ نعـاتِبُ
وأعْجَـبُ مِـن ذا الهَجْر والوَصْلُ أَعجَب أغـالِبُ فِيـكَ الشَـوقَ والشَـوقُ أَغلَبُ
اللاَّبِســاتُ مِــنَ الحَــريرِ جَلابِبـا بــأَبي الشُّـموسُ الجانِحـاتُ غَوارِبـا
فـإِنَّكَ كُـنتَ الشَـرقَ للشَـمسِ والغَرْبا فَدَينـاكَ مـن رَبـعٍ وإِنْ زِدتَنـا كَرْبـا
ويخــلقُ مــا كَســاها مـن ثِيـابِ تجــفُّ الأرضُ مــن هـذا الرَبـابِ
تَحَــيَّرُ منــهُ فــي أَمـر عُجـابِ لِعَينــي كُــلَّ يَــومٍ مِنْــكَ حَـظٍّ
هَطِــلٌ فيــهِ ثَــوابٌ و عِقــابُ إنمــا بَــدرُ بــنُ عَمّـارٍ سـحابُ
عَجــائِب مـا رَأَيـتُ مِـنَ السَّـحابِ أَلَــم تَــرَ أيُّهــا المَلِـكُ المُرَجّـى
ورُدُّوا رُقــادي فَهْـو لَحْـظُ الحَبـائِبِ أَعِيـدُوا صَبـاحِي فَهـوَ عِنـدَ الكَواعِبِ
ولَـــوْلا المَلاحــةُ لــم أَعجَــبِ أَيـــا مـــا أُحيسِـــنَها مُقلــةً
كَـــفَى بِقُــرْبِ الأَمــيرِ طِيبــا الطِّيـــبُ مِمَّـــا غَنِيــتُ عَنْــهُ
فَقُلْــتُ إِلَيْــكَ إنَّ مَعِــي السَّـحابا تَعَــرَّضَ لـي السَّـحابُ وقَـدْ قَفَلْنـا
سَـــيِّدَنا وابــنَ ســيِّدِ العَــرَبِ يـــا ذا المَعــالي ومَعــدِنَ الأَدَبِ
مُقــابِلانِ ولكِــنْ أَحْسَــنا الأَدَبــا المَجْلِســانِ عــلى التَّمْيـيزِ بَيْنَهُمـا
فــــأَعذَرُهُم أَشـــفُّهُمُ حَبِيبـــا ضُــرُوبُ النــاس عُشَّـاقٌ ضُرُوبـا
لآخُـــذُ مــن حالاتِــه بنَصيــبِ لا يُحــزِنِ اللــهُ الأَمــيرَ فــإِنَّني
هــذا الَّــذي أثــرَ فــي قَلبِــهِ آخــرُ مــا الملْــك مُعــزَّى بِـهِ
أســيرَ المنَايــا صَــريع العَطـبْ لَقَــد أَصبَــحَ الجُــرَذ المسَــتغيرُ
نَخِــيب وأَمَّــا بَطنــهُ فرَحِــيب وأَســوَدَ أَمَّــا القَلْـبُ مِنـهُ فَضَيِّـقٌ
فِـــدَى كــلّ ماشِــيَةِ الهَيــذَبَى أَلا كُــــلُّ ماشِـــيَةِ الخـــيَزَلَى
فـــرُبَّ رأيٍ أخْطَـــأَ الصَّوابــا أبـــا سَـــعيدٍ جَــنّبِ العِتابــا
فيَخْــفَى بِتَبيــضِ القُـرُونِ شَـبابُ مُنًـى كُـنَّ لـي أَنَّ البَيـاضَ خِضـابُ
ثُـم اخْـتُبِرتَ فَلـم تَرْجـعْ إلـى أدَبِ لَمَّــا نُسـبتَ فَكـنْتَ ابنـاً لَغـيرِ أبِ
التاء فـي الشَّـرقِ والغَربِ مَن عاداكَ مَكبوتا
أُنْصُـر بِجـودِكَ ألفاظًـا تَـرَكتُ بِهـا
دانــي الصِّفــاتِ بَعِيـدُ مَوصُوفاتِهـا
سِــربٌ مَحاسِــنُهُ حُـرِمتُ ذَواتِهـا
وبَابَـــةَ كُـــلِّ غُـــلامٍ عَتــا
أَرَى مُرْهَفًــا مُــدهِشَ الصَّيْقَلِيــنَ
فَكــانَت قَـذَى عَينَيـهِ حَـتى تَجَـلّتِ
رَأَى خَـلّتي مِـن حَـيثُ يَخـفَى مَكانُها
وبِيْــضُ الهِنْــدِ وَهْــيَ مُجَـرَّداتُ
فَــدَتْكَ الخَــيْلُ وَهْــيَ مُسـوَّماتُ
الجيموَنــارٌ فــي العَــدُوِّ لَهــا أَجِـيجُ
لِهَــذا اليــوم بَعــدَ غَــدٍ أَرِيـجُ
الحاءومُنْصَــرَفي لَــهُ أَمْضَـى السِّـلاحِ
يُقـــاتِلُني عَلَيْــكَ اللَّيْــلُ جِــدًّا
وفــارِسَ كُــلِّ سَــلْهَبةٍ سَــبُوحِ
أَبــاعِثَ كُــلِّ مَكرُمــةٍ طَمُــوحِ
أَغِــذاءُ ذا الرَّشــإ الأَغَـنِّ الشّـيحُ
جــللاً كَمــا بــي فَليَـكُ التَّـبريحُ
بـــالقَلبِ مِــن حُبِّهــا تَبــاريحُ
جاريـــةٌ مـــا لِجِســـمِها رُوحُ
هَيَّجَـــتني كِلابُكُـــم بِالنُّبـــاح
أنــا عَيــنُ المُســوّدِ الجَحجــاحِ
عــلى آثارِهــا زَجِــلُ الجَنــاحِ
وَطــــائِرةٍ تَتَبعُهـــا المَنايـــا
وتَقـوَى مِـنَ الجِسـمِ الضَّعِيفِ الجَوارحُ
بِــأَدنَى ابتِسـامٍ مِنـكَ تَحيـا القَـرائِحُ
الدال وَلَيسَ بِمُنْكـــرٍ سَـــبقُ الجَــوادِ أَتُنكِــرُ مــا نَطَقــتُ بِــهِ بَدِيهـا
أمِ الخَـلْقُ فـي شَـخصِ حَـيٍّ أُعِيـدَا
أحُلمــاً نَــرى أمْ زمانــاً جَــديدا
وفــي كُــلِّ شَـأْوٍ شَـأَوْتَ العِبـادا
أَمِــنْ كُــلِّ شَـيءٍ بَلَغـتَ المُـرادا
فَــرْدٍ كيَــأْفوخِ البَعِــيرِ الأَصيَــدِ
وَشـــامِخٍ مِــنَ الجِبــالِ أَقــوَدِ
ولا خَــفَراً زادَت بــهِ حُـمرَة الخَـدِّ
نَسِـيتُ ومـا أنسَـى عِتابـاً على الصَدِّ
بِمــا مَضَـى أَم لأَمْـرٍ فِيـكَ تجـدِيدُ
عيــدٌ بِأيَّـةِ حـالٍ عُـدتَ يـا عِيـدُ
هــذا الــوَداعُ وَداعُ الـرُوحِ لِلجَسَـدِ
مــا ذا الـوَداعُ وَداعُ الـوامِقِ الكَمِـدِ
بلـــغَ المــدَى وتجــاوَزَ الحــدَّا
أقْصِـــرْ فلســـتَ بِزائــدي وُدَّا
فَـــدَت يَــدَ كاتبِــه كُــلُّ يَــدْ
بكُـــتب الأَنـــام كِتـــابٌ وَرد
بِطِّيخــةً نَبَتَــت بِنــارٍ فــي يَـدِ
وَبَنِيّــةٍ مــن خَــيزران ضُمّنَــت
لُيَيْلَتُنـــا المنوطَـــةُ بالتَّنـــادي
أُحـــادٌ أَم سُــداسٌ فــي أُحــادِ
مَحَـقَتْك حَـتى صِـرْتَ مـا لا يُوجَـدُ
إن القــوافيَ لــم تنمــكَ وإِنِّمــا
وقَـــدَّ قُــدودَ الحِســانِ القُــدودِ
أَيَـــا خَــدَّدَ اللــهُ وَردَ الخُــدودِ
لا تَحسُــدُنّ عــلى أَن يَنـأَمَ الأَسـدا
يَســتَعظِمُونَ أُبَيّاتًــا نَــأَمتُ بِهــا
أكـــرَمَ مــن تَغلِــبَ بْــنِ داوُدِ
مـــا ســـدكَت علَّــةٌ بمَــورُودِ
وأَذاعَتْــــهُ أَلسُـــنُ الحُسَّـــادِ
حَسَـم الصُلـحُ مـا اشـتَهَتْه الأَعـادِي
ووَرَت بـــــالَّذي أرادَ زنــــادُهُ
جــاءَ نيروزنــا وأَنــتَ مُــرادُهْ
وأشــكُو إلَيهــا بَينَنـا وَهْـيَ جُـندُهُ
أوَدُّ مـــنَ الأيَّــامِ مــا لا تَــوَدُّهُ
وذا الجِـدُّ فيـه نِلْـتُ أَمْ لـم أَنَـلْ جَدُّ
أَقَــلُّ فَعــالي بَلْــهَ أَكـثَرَهُ مَجـدُ
هُــوَ تَــوْأَمي لَــوْ أنَّ بَيْنًـا يُولَـدُ
أَمَّــا الفِــراقُ فإِنــهُ مــا أَعْهـدُ
لبيـــاض الطُّــلَى ووَرْدِ الخــدود
كــم قَتيــل كَمــا قُتِلــتُ شـهيدِ
قَبــلَ الفِـراقِ أَذًى بَعْـدَ الفِـراقِ يَـدُ
فــارَقتُكُم فــإذا مــا كـانَ عِنـدَكُمُ
فَيــا لَيْتَنــى بُعْـدٌ ويـا لَيْتَـهُ وَجْـدُ
لَقَـدْ حـازَني وَجْـدٌ بِمَـنْ حـازَهُ بُعـدُ
وَعـادةُ سَـيفِ الدولـةِ الطّعْنُ في العِدَى
لكـل امـرئٍ مـن دَهـرِهِ مـا تَعـوَّدا
وإِنَّ ضَجِــيعَ الخَــوَدِ مِنّـي لَمـاجِدُ
عَــواذِلُ ذاتِ الخــالِ فِـيَّ حَواسِـدُ
كــالغُمْضِ فــي الجَــفْنِ المُسَـهَّدْ
وَزِيـــارَةٍ عَــنْ غَــيْرِ مَوْعِــدْ
أمْ عِنـــدَ مَــولاكَ أنَّنــي راقِــدْ
أزائِـــرٌ يـــا خيــالُ أمْ عــائِدْ
إذا فَقَدنــاكَ يُعْطــي قَبـلَ أنْ يَعِـدا
مُحَـمدَ بْـنَ زُرَيـقٍ مـا نَـرى أحَـدًا
بـــه وحُـــرَّ المُلــوكِ عَبْــدا
يــا مَــن رأَيــتُ الحَـلِيمَ وَغْـدا
سـيفُ الصُّـدودِ عـلى أَعْـلى مُقلَّـدِه
وَشــادنٍ رُوحُ مَـن يَهْـواهُ فـي يـده
لَهـا صُـورةُ البِطِّيـخِ وَهْـي مِـنَ النَّدَّ
وسَــوداءَ مَنظُــومٍ عَلَيهــا لآلـئٌ
حَــتَّى أكــونَ بِـلا قَلْـبٍ ولا كَبِـدِ
مـا الشّـوقُ مُقتَنِعًـا مِنِّـي بِـذا الكَمَـدِ
هَيهــاتِ لَيسَ لِيَــومِ عَهْــدِكُمُ غَـدُ
اَليــومَ عَهْــدُكُمُ فــأَين الموَعِــدُ