النونثُـم اسـتَوى فيـهِ إسـراري وإعلانـي
كَــتَمتُ حُـبكِ حَـتَّى مِنـكِ تَكرمَـةً
ذي ادَّخَــرَتْ لِصــروف الزَّمــانِ
قُضاعَــةُ تَعلَــمُ أَنّــي الفَتـى الّـ
بِمسْــعاتِها تَقْــرر بِــذاكَ عُيونهـا
جَــزَى عَرَبـاً أَمسـت بِبُلْبيسَ رَبُّهـا
ونَســأَلُ فيهـا غَـيرَ سـاكِنها الإذنـا
نـزُورُ دِيـارًا مـا نُحِـبُّ لَهـا مَغنَـى
بِمَنزِلــةِ الــرَبيعِ مــنَ الزَمــانِ
مَغـانِي الشِّـعبِ طِيبـاً فـي المغَـانِي
وفَـرقَ الهَجْـرُ بَيْـنَ الجـفنِ والوَسَـنِ
أبْـلى الهَـوى أسـفاً يَـوْمَ النًّوى بَدني
ضيفــــاً لأوْســـعناهُ إِحسَـــانا
لَـــو كَــانَ ذا الآكــلُ أَزْوادَنــا
مَــنْ لــم يَكُــنْ لِمِثالِــهِ تَكْـوينُ
يــا بَــدرُ إِنَّـكَ والحـدِيثُ شُـجُونُ
أَنْ لــم يَـزُلْ ولجِـنْحِ اللَّيْـلِ إِجْنـانُ
زالَ النَّهــارُ ونُــورٌ مِنْـكَ يُوهِمُنـا
يَخـلُو مِـنَ الهَـمِّ أَخـلاهُم مِـنَ الفِطَنِ
أَفـاضِلُ النـاسِ أَغْـراضٌ لَـدَى الزَّمَنِ
وأَلَــذُّ شَــكوَى عاشـقٍ مـا أَعْلَنـا
اَلحُــبُّ مــا مَنَـعَ الكَـلامَ الأَلسـنا
هُــوَ أَوَّلٌ وَهِــيَ المَحَــلُّ الثـاني
اَلــرَأْيُ قَبــلَ شَــجَاعَةِ الشُـجعانِ
صَحَــوت فلـم تَحُـل بَينـي و بَينـي
إذا مــا الكَــأسُ أَرعَشَــتِ اليَـدَينِ
تَـدمَى وأَلَّـفَ فـي ذا القَلـب أَحْزانـا
قَــد علّـم البَيـن مِنـا البَيـنَ أَجفانـا
سَــوداءَ فـي قِشـرٍ مِـنَ الخَـيزُرانْ
مـــا أَنـــا والخَــمر وبطِّيخــةً
يَذُمُّهــــا النـــاسُ ويَحمَدُونَـــهُ
حَجَّــبَ ذا البحــرَ بحــارٌ دُونَــهُ
وَلا نَـــدِيمٌ وَلا كَــأس وَلا سَــكَنُ
بِــمَ التَعَلُّــلُ لا أَهــلٌ وَلا وَطَـنُ
وعَنــاهُم مــن شــأنِهِ مـا عَنانـا
صَحــب النــاسُ قَبلَنـا ذا الزَمانـا
ولَــو كَــانَ مـن أَعـدائِكَ القَمَـرانِ
عَـــدُوكَ مَذمُــومٌ بكُــلِّ لِســانِ
إذا نُشِــرَتْ كـانَ الهِبـاتُ صِوانَهـا
ثِيــابُ كَـرِيمٍ مـا يَصُـونُ حِسـانَها
الهاء والدّهـــرُ لَفــظ وأَنــتَ مَعْنــاهُ النّــاسُ مــا لَــم يَــرَوكَ أَشـباهُ
ووَلِـــيُّ النَمــاءِ مَــن تَنْميــهِ أغلَــبُ الحَــيّزَينِ مـا كُـنتَ فيـهِ
دارٌ مُبارَكــةُ المَلــك الــذي فِيهـا أحَــقُّ دارٍ بِــأَن تُــدعَى مُبارَكـةً
تــأْتي النَـدَى ويُـذاعُ عَنـك فتَكـرَهُ أَنــا بالوُشــاةِ إذا ذكــرتُكَ أَشـبهُ
ذلِــــكَ عِــــيٌّ إذا وصفنـــاهُ قَــالُوا أَلَــم تَكنِــهِ فَقُلــتُ لهـم:
لَمِــنَ نــأَت والبَــدِيلُ ذِكراهــا أَوْهِ بَـــدِيلٌ مــن قَــولتِي واهــا
أَبعَــد مــا بَــانَ عَنــكَ خُرَّدُهـا أَهـــلاً بِــدارٍ سَــباكَ أغيَدُهــا
فَألأمهــــا ربيعَـــةُ أَو بنـــوه لَئِــنْ تَــكُ طَيِّــىءٌ كَـانَت لِئَامـاً
الياء وحَسْــبُ المَنايــا أنْ يَكــنَّ أمانِيـا
كَـفَى بِـكَ داءً أن تَـرى المَـوتَ شافِيَا
ومـا أنـا عـن نَفسِـي وَلا عَنكَ رَاضِيا
أُرِيـكَ الـرِضَى لَـو أخَفتِ النَفسُ خافِيا