???? زائر
| موضوع: الهجرة إلى الحبشة الخميس يوليو 16, 2009 11:03 pm | |
| الهجرة إلى الحبشة
حين عارض مشركو مكّة الدعوة ووقفوا في وجهها ، وشدّدوا التضييق والأذى على المسلمين ، رأى الرسول (ص) أن يأذن لعدد من أتباعه بالهجرة إلى الحبشة ، ليوفّر لهم حمايةً ومنجىً من الاضطهاد ، فهاجر منهم أحد عشر رجلاً وأربع نسوة ، وبقوا في الحبشة ثلاثة أشهر ، إلى أن بلغهم نبأ بأنّ قريشاً قد أسلمت ، فعادوا إلى مكّة ، لكنّهم وجدوا قريشاً على حالها لم تتغيّر ، وهي تلاحقهم بالعذاب والأذى . فأمرهم رسول الله (ص) بالهجرة إلى الحبشة مجدّداً ، وكانوا هذه المرّة ثمانين رجلاً وثماني عشرة امرأة ، يترأسهم جعفر بن أبي طالب . لقد خافت قريش أمر هذه الهجرة ، فحاولت استرجاعهم إلى مكّة ، غير أنّ النجاشي ملك الحبشة ـ وكان على دين المسيح (ع) ـ رفض طلب مبعوثي قريش عمرو بن العاص وعمارة بن الوليد . حاول مبعوثا قريش تشويه صورة المسلمين عند ملك الحبشة ، لغرض استرداد المهاجرين ، وكانا قد حملا للملك الهدايا الكثيرة ، ولكن جعفر بن أبي طالب فنّد ادعاءاتهما وأفشل خطّتهما ، إذ قال للملك : ( أيُّها الملك ! كنّا قوماً أهل جاهلية ، نعبد الأصنام ، ونأكل الميتة ، ونأتي الفواحش ، ونقطع الأرحام ، ونسيء الجِوار ، ويأكل القوي منّا الضعيف ، فكنّا على ذلك، حتّى بعث الله إلينا رسولاً منّا ، نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه ، فدعانا إلى الله لنوحِّده ونعبده ، ونخلع ما كنّا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان ، وأمرنا بصدق الحديث ، وأداء الأمانة ، وصِلة الرّحم ، وحُسْنِ الجِوار ، والكَفِّ عن المحارم والدماء ، ونهانا عن الفواحِش ، وقَوْلِ الزُّور ، وأكل مال اليتيم ، وقَذْفِ الُمحْصنات ، وأمرنا أن نعبدُ الله وحده لا نشرك به شيئاً ، وأمرنا بالصّلاة والزّكاة والصِّيام . فقال له النجاشي : هل معك ممّا جاء به الرسول محمّد (ص) عن الله من شيء ؟ فقال له جعفر : نعم . فقال له النجاشي ، فاقرأه عليّ . فقرأ عليه جزءاً من سورة مريم (كهيعص ) فبكى النجاشي وبكى مَنْ كان معه من الأساقفة . ثمّ قال له النجاشي : إنّ هذا والّذي جاء به عيسى لَيَخْرُجُ من مشكاة واحدة) (12) . |
|