كبوشية.. قرية تحمل اسما يقترب من كلمة (كوشية) كما تقترب هي من عاصمة دولة مروي القديمة (البجراوية)، والتي لا يزال الباحثون يكتشفون الجديد من مظاهر عظمتها، بل يؤكدون أنها أعظم الدول في زمانها على ظهر الأرض.. حيث نبتت الحضارة وانطلقت شمالا، مع مجرى النيل.. لتبلغ ذروتها قرب الدلتا..
كبوشية الحديثة.. تعتبر منبت الفن في السودان، فن الغناء، وهذه حقيقة لا ينكرها عارف..
فالمؤرخين للأغنية السودانية، أكدوا أنها خرجت من رحم الحقيبة، التي خرجت بدورها من رحم أغنية كبوشية.. والتي اصطلح الناس على تسميتها أغاني الطمبارة..
فقد غزا الخرطوم/أمدرمان قبيل المهدية وبعدها مجموعة من أبناء كبوشية، على رأسهم الغناي الحسن ود سالم بأغنياته التي يترنم بها على إيقاع (العصا) وكرير الطمبارة.. والفنان محمد ود الفكي وتتلمذ عليهما مجموعة من الفنانين و(الشيالين) كان من ضمنهم سرور وعبد الله الماحي (ابن كبوشية)..
وأغاني الطمبارة، هي ما يعرف اليوم بالرميات.. والتي اشتهرت منها رمية (نايرات الوجن)، والرمية الأخرى التي وضعتها الإذاعة كمقدمة لبرنامج الحقبة.