العظماء مائة أولهم محمد
من هم قادة التاريخ العظماء :Who Were History’s Great Leaders
عدد "تايم" الصادر في 15 يوليو سنة 1974 Time, 15 July 1974.
نشرت مجلة "تايم" الشهيرة العنوان السابق على غلافها الخارجي وداخل العدد، كانت هناك مقالات كثيرة مثل: ما الذي يصنع القائد العظيم؟
من المؤهل على مدار التاريخ؟
وفي هذه المقالات قامت مجلة "تايم" بسؤال مجموعة من المؤرخين والكتاب والعسكريين ورجال الأعمال وآخرين من اختيارها. وقد أعطى كل منهم مرشحيه طبقًا لوجهة نظره بموضوعية على قدر الاستطاعة البشرية لكل منهم، ومعتمدًا في ذلك على إدراكه وتميزه وهواه وحكمه المسبق الشخصي.
ويقول "جيمس جافين James Gavin" الذي يوصف بأنه رجل في الجيش الأمريكي أحيل إلى التقاعد برتبة فريق:
"إنني أعتبر "محمد" و"المسيح عيسى"، وربما "لينين"، ومن المحتمل "ماو تسي تونج" من بين القادة الذين كان لهم أعظم تأثير على مر العصور. أما بالنسبة للقائد صاحب المؤهلات التي من الممكن الاستفادة منها إلى درجة بعيدة في الزمن الحاضر فإنني أختار "جون ف. كنيدي"". ولم يقل الجنرال أكثر من ذلك ولكن من الواجب علينا أن نجيبه فإن الأمر يحتاج شجاعة هائلة لكتابة اسم "محمد" قبل "المسيح" عليهما السلام، ومن المؤكد أن ذلك لم يكن زلة قلم.
"جولز ماسيرمان Jules Masserman" محلل نفسي أمريكي وأستاذ في جامعة شيكاغو يعطينا على عكس المشاركين الآخرين الأسس التي بنى عليها اختياره والأسباب التي جعلته يختار القائد الأعظم لجميع الأزمنة، إنه يريدنا أن نكتشف ما نبحث عنه حقًا في الرجل المطلوب؛ المؤهلات التي تجعله فريدًا، وقد نبحث عن أي مجموعة من المؤهلات كما في حالة مايكل هارت الذي كان يبحث عن الشخص الذي حقق أقوى تأثير.
يبحث "ماسيرمان" في التاريخ، ويقوم بالتحليل والتمحيص "لويس باستير"، "غاندي"، "كونفوشيوس"، "الإسكندر الأكبر"، "قيصر"، "هتلر"، "بوذا"، "المسيح"... إلى آخر الباقين حتى وصل أخيرًا إلى النتيجة التالية:
"لعل أعظم قائد كان على مر العصور هو "محمد" ـ صلى الله عليه وسلم ـ، الذي جمع الأعمال الثلاثة وقد فعل "موسى" نفس الشيء بدرجة أقل".
وليس لنا إلا أن نندهش من "ماسيرمان" لأنه كيهودي قد تنازل ليتفحص حتى "أدولف هتلر" العدو الرئيسي لشعبه فهو يعتبره قائدًا عظيمًا. فقد كان قوم "هتلر" ـ وهم الأمة الألمانية القوية المكونة من 90 مليون نسمة ـ كانوا مستعدين أن يسيروا إلى قدرهم أو دمارهم بأمره. واحسرتاه لقد قادهم إلى الهلاك.
ولكن "هتلر" ليس هو مجال السؤال، إنما السؤال هو: لماذا يعلن "ماسيرمان" وهو يهودي أمريكي، وخادم مدفوع الأجر للحكومة بالتصريح لأبناء بلدته الذين يزيدون عن 200 مليون منهم اليهودي والمسيحي: إنه لا "المسيح" ولا "موسى" ولكن "محمد" ـ عليهم السلام جميعًا ـ هو القائد الأعظم The Greatest Leader في جميع الأزمنة!؟
ويمكننا الآن وبعدالة أن نستنتج أن إله الرحمة الذي يعرف دائمًا الجهود المخلصة لعباده إنما فقط يوفي بوعده لمحمد صلى الله عليه وسلم رسوله المختار حين قال: {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ} [الشرح: 44].
كأنما هي قوة خفية جعلت الأصدقاء والأعداء على السواء يقدموا إجلالهم غير المستجدي للرسول القوي المبعوث من عند الله، وكذلك فعل جنود الخالق القدير، حتى الشيطان نفسه دخل في خدمة الرسول كما فعل في عهد المسيح.
ويستشهد البروفيسور "ك. س. راماكرشنا راو" الفيلسوف الهندوسي في كتابه "محمد رسول الإسلام"(5) برئيس الشيطان نفسه، نعم "أدولف هتلر" ليثبت العظمة المنفردة لمحمد صلى الله عليه وسلم.
ومثل "ماسيرمان" الذي قيم رسول الإسلام على ثلاث أسس ـ انظر ص42 ـ 47 ـ، فقد رأى البروفيسور "راماكرشنا راو" أيضًا في كتاب "هتلر" المسمى "كفاحي" جوهرة ذات ثلاثة وجوه، وامتيازًا نادرًا ذلك الذي وجد في بطلنا موضوع المناقشة.
فيستشهد بهتلر فيقول: "نادرًا ما يكون رجل النظريات العظيمة قائدًا عظيمًا، ولكن الداعية المؤثر هو أكثر احتمالاً لأن يملك هذه المتطلبات والمؤهلات؛ ولذلك فهو دائمًا ما يكون قائدًا عظيمًا؛ لأن القيادة أو الزعامة تعني القدرة على تحريك الجماهير البشرية. الموهبة في تصدير الأفكار لا تشترك في شيء مع القدرة على الزعامة".
ويستمر "هتلر" في كلامه: "... إن اتحاد القدرة على وضع النظريات والتنظيم والقيادة في رجل واحد هو أندر ظاهرة على وجه الأرض؛ ففي تلك الحالة تكون العظمة".
ويستنتج البروفيسور "راو" من ذلك فيقول في كلماته هو: "في شخص رسول الإسلام رأى العالم أندر ظاهرة على وجه الأرض متمثلة في إنسان من لحم ودم".
قبل أن يهاجم أي شخص البروفيسور(6) ويتهمه بالتحيز الغير ضروري وبالرشوة دعوني أضيف أسماء الآخرين من المعجبين بمحمد صلى الله عليه وسلم.
1ـ "كان محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ الرأفة والطيبة بعينيها، والذين من حوله كانوا يشعرون بتأثيره ولم ينسوه أبدًا". "ديوان شاندشارمة"، باحث هندوسي، وذلك في كتابه "رسل الشرق" سنة 1935، ص122.
2ـ "لقد درست الرجل الرائع، وفي رأيي أنه يجب أن يدعى "منقذ البشرية"؛ فهو بعيد كل البعد من أن يدعى ضد المسيح". "جورج برنارد شو" في "الإسلام الصادق" ج1، سنة 1936.
3ـ "من حسن الحظ إنه لأمر فريد على الإطلاق في التاريخ أن "محمد" مؤسس لثلاثة أشياء: الأمة والإمبراطورية والدين". "ر. بوزوورث، سميث" في كتاب "محمد والمحمدية"، سنة 1946.
4ـ "لقد كان محمد الأكثر توفيقًا من بين جميع الشخصيات الدينية". دائرة المعارف البريطانية، الطبعة 11.
دعونا الآن نسمع ما قاله بعض الشرقيين من غير المسلمين في هذا الموضوع.
أ ـ "كلما أدرس أكثر أكتشف أن قوة الإسلام لا تكمن في السيف" "ماهاتما غاندي" أبو الهند الحديثة في "الهند الفتاة".
ب ـ "إنهم نقاد "محمد" ـ صلى الله عليه وسلم ـ يرون النار بدلاً من الضوء، والقبح بدلاً من الحسن، إنهم يشوهون ويصورون كل صفة جيدة كأنها رذيلة عظيمة. إن هذا يعكس فسادهم الشخصي، إن النقاد الذين تكسوهم الغشاوة لا يستطيعون أن يروا أن السيف الوحيد الذي استخدمه "محمد" كان سيف الرحمة والشفقة، الصداقة والمغفرة، إنه السيف الذي يقهر الأعداء ويطهر قلوبهم، إن سيفه كان أكثر حدة من السيف المصنوع من الصلب". "بانديت جياناندرا ديف شارمة شاسترى" في اجتماع بجوراكبور، الهند، سنة 1928هـ.
ج ـ "لقد فضل الهجرة على محاربة قومه، ولكن عندما وصل الظلم والاضطهاد أبعد من نطاق الاحتمال حمل سيفه دفاعًا عن النفس، هؤلاء الذين يؤمنون أن الدين ممكن أن ينتشر بالقوة أغبياء لا يعلمون طرق الدين ولا طرق الحياة، إنهم فخورين بهذا الاعتقاد لأنهم بعيدون كل البعد عن الحقيقة". صحفي سيخى (7) في "نوان هندوستان" دلهي 17 نوفمبر سنة 1947.
د ـ "الشرق شرق والغرب غرب لن يلتقي الاثنين أبدًا؛ إن كل الذين لم يعمهم التحيز سوف يلتقون في الدفاع عن "محمد" ـ صلى الله عليه وسلم ـ". "روديارد كيبلينج".
هـ ـ "لقد كان القيصر والبابا في شخص واحد، لكنه كان بابا بدون خيلاء البابوات، والقيصر بدون حشود القياصرة، بدون جيش متأهب، بدون حاشية، بدون قلعة، بدون دخل ثابت. لو أن أي إنسان كان له الحق أن يدعي أنه حكم بالحق الإلهي فهو "محمد"؛ فقد كان يملك كل السلطات بدون أدواتها وبدون ما يدعمها". "ر. بوسوورث سميث"، "محمد والإسلام"، لندن 1874، صفحة 92.