قام الأخ :الشريف عبدالسلام مصطفي عثمان قام بكتابة مقالات عن تاريخ شندي وهنا سوف نتناول المقالات على دفعات:
:::: :
مسجد شندى العتيق او جامع السوق كما يسمى يرجع تاريخه الى العهد المسيحى - مملكة علوة المسيحية - التى سقطت على يد الفونج حوالى عام 1504 م .مما يعنى ان المسجد كان قائما قبل ذلك التاريخ بفترة .ذكر المؤرخ لتاريخ السودان ( براين هكوك ) ان شندى ابان العهد المسيحى كانت مركزا تجاريا وثقافيا ودينيا مهما ترتبط مع العالم الخارجى عن طريق سواكن وبربر ومن ثم منها جنوبا الى مناطق النيل العليا وغربا الى غرب افريقياوكانت فى ذلك التاريخ من أكبر واهم الحواضر جنوبا بعد سواكن وبربر. لا تدانيها حاضرة اقليمية فى ثرائها واتساع علاقاتها التجارية
بدأ دخول المسيحية السودان حوالى القرن الثالث الميلادى وتوج بعد انهيار مملكة مروى بقيام دولتى المغرة وعلوة المسيحيتين حوالى عام 580 م .تأثرت دولة علوة المسيحية بالكنيسة القبطية الاثيوبية وكانت تمتد شمالا حتى موقع كبوشية الحالى .بدأ الظهور القوى لشندى كملتقى طرق للقوافل ومركز تجارى يربط الشمال وسواكن بسوبا فى هذه الفترة مع انها كانت حاضرة ومأهولة لاربعة آلاف عام سبقت.فكانت شندى مسيحية حكامها وثقافتها لما يقرب التسعمائة عام حتى سقوط مملكة علوة حوالى عام 1504 م .فى هذه الفترة أنشأ مسجد شندى .
قال المؤرخون أن شندى فى العهد المسيحى كان مركزا تجاريا ودينيا بها عدد من الكنائس تحدثوا عن عمرانها وثرائها. ثم لما كثر عدد المسلون فيها استاذنوا حاكمها المسيحيين أن يكون لهم مسجد يقيموا شعائرهم الدينية فيه .فأذنوا لهم واقتطعوا لهم ارضا فى طرف المدينة الشرقى آخر البلدة شرقا عند مقابر المدينة . كان ذلك مكان المسجد الحالى .اذ كان عندئذ هذا المكان هو نهاية المدينة من ناحية الشرق .وكانت المقبرة تمتد شرق المسجد مرورا بميدان المولد القديم ( موقف الحافلات الحالى ) الى زاوية التجانية وما حولها تقريبا كان ذلك حوالى القرن الثالث عشر
كانت المقابر ( الجبانات ) فى قديم تاريخ أهل السودان دائما ما تكون الى الشرق من الحواضر والمدن .نحو مشرق الشمس عنوان للحياة والخلود .لذلك كان مكان المقابر والجبانات تدل على الاماكن بدأت ونشأت منها المدن والحواضر .بالنسبة لشندى فان اقدم المدافن وجدت فى محيط فندق الكوثر وفى التلات مقابل قلع شنان . ويعتقد ان أصل شندى القديمة قبل حوالى 4000 عام كان تقريبا فى الشريط الممتد من فندق الكوثر الى قلعة حاج الشيخ والتلة التى خلفها . ثم امتدت المدينة بعد ذلك مع زيادة عدد السكان والعمران شرقا لتشمل معظم مكان السوق الحالى .ومع ازدهارها تجاريا وثقافيا ابان العهد المسيحى كانت نهايتها شرقا مكان مسجد السوق الحالى
مسجد الحجازة ( الفكى يوسف ) ايضا قديم فى تاريخه وان كان من المؤكد انه أسس بعد جامع شندى الكبير . ويقال انه انشأ ابان عهد السلطنة الزرقاء . لكن الحجازة لم تكن فى الاصل جزء من شندى وانا اتصلت بها قبيل المهدية . وكان اقصى ما وصلته شندى جنوبا بعد اعادة عمرانها حوالى عام 1850 م كان حول تخوم قبة ابو فراج والقابر الى حولها . اذا ان شندى اصبحت خرابا لا يسكنهاولا يقربها احد ( خوفا من انتقام الاتراك ) بعد حملة الدفتردار الانتقامية عام 1824م ولمدة خمسة وعشرين عاما بعدها . وكانت هذه القبة والمقبرة هى نهاية المدينة من ناحية الجنوب وقريب منها كان مكان مقتل اسماعيل باشا . اذ عسكر جيش اسماعيل باشا عند وصوله الى شندى قريب من النهر ربما عند مدرسة كامل للبنات وشندى الثانوية سابقا ( المتوسطة حاليا ) ثم اقام لهم المك نمر الحفل المشهور مساء قريب من مكان القبة الحالى .وفيه تم حرقه وجزء من عسكره
16